هل قام بنك إنجلترا للتو بأخذ خطوته الأولى في دورة تخفيض أسعار الفائدة الجديدة؟؟

قام بنك إنجلترا بتحركه - خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى 4.25%. لكن في ظل البيئة الحالية، حتى التحركات الصغيرة تحمل إشارات كبيرة. في حين كان التخفيض متوقعًا على نطاق واسع، السؤال الحقيقي ليس ما فعله بنك إنجلترا. بل ما الذي سيقومون به بعد ذلك؟ هل هذه بداية دورة جديدة من تخفيضات الأسعار، أم إنها مجرد خطوة حذرة واحدة للحفاظ على استقرار الاقتصاد؟
خفض يقول أكثر مما يبدو
نعم، كان فقط 25 نقطة أساس. لكن الرسالة وراء التحرك أعلى صوتًا من الرقم نفسه.
لم يلتزم الحاكم أندرو بيلي بقطع متابعة للتخفيض لكنه ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه. وأكد أن بنك إنجلترا لا يزال على «مسار تدريجي وحذر» نحو الانخفاض. هذا النوع من التعبير هو رمز بنكي مركزي لـنحن منفتحون على المزيد من الخفض، لكن لا تعولوا على جدول زمني.

تصويت لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا
انقسمت لجنة السياسة النقدية إلى ثلاثة أقسام:
- 5 صوتوا لصالح خفض 25 نقطة
- 2 أرادوا تحركًا أكبر بـ 50 نقطة
- 2 أرادوا عدم التغيير على الإطلاق
الترجمة؟ لا يوجد إجماع واضح. لكن الضغط يتزايد - سواء داخليًا أو خارجيًا.
ما الذي يحرك الجنيه؟
في البداية، ارتفع الجنيه بعد خفض سعر الفائدة، حيث رآه المستثمرون كخطوة من بنك إنجلترا لدعم الاقتصاد أخيرًا. لكن الارتفاع لم يستمر. تحولت الأسواق بسرعة إلى آخر تطورات التجارة من الولايات المتحدة، حيث أعلن الرئيس ترامب ما سماه «اختراقًا كبيرًا» في صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
يبدو رائعًا، أليس كذلك؟ ليس تمامًا. لا يزال من المقرر إعادة فرض تعرفة بنسبة 10% على الواردات البريطانية في يوليو، مما يحافظ على حالة عدم اليقين مرتفعة ويضعف زخم الجنيه.
لا يزال زوج GBP/USD فوق متوسطه المتحرك لـ 50 يومًا عند 1.3061، لكن بدون وضوح حقيقي حول التجارة، قد يكون الحفاظ على هذا المستوى صعبًا.

إذا تمكن الجنيه من الدفاع عن هذا المستوى، فقد يهدف مرة أخرى إلى أعلى مستوى سنوي عند 1.3445. لكن الصعود سيكون حادًا إذا استمرت قوة الدولار الأمريكي في البناء على التفاؤل التجاري والبيانات الاقتصادية.
الرهن العقاري والأسواق وأموالك
أصحاب المنازل الذين يملكون رهونًا عقارية متتبعة هم الفائزون الكبار - حوالي 600,000 أسرة ستشهد انخفاض مدفوعاتهم الشهرية بمتوسط 29 جنيهًا إسترلينيًا. المقترضون بأسعار ثابتة لن يشعروا بالتأثير ما لم يكونوا يعيدون التمويل قريبًا، رغم أن تراجع توقعات السوق المستقبلية لأسعار الفائدة قد يعني صفقات أفضل في المستقبل.
المقترضون بشكل عام قد يستمتعون بقروض وشروط ائتمانية أرخص قليلاً، بينما سيتلقى المدخرون الضربة، حيث يكسبون أقل على ودائعهم في الوقت الذي يستمر فيه التضخم في تقليل القوة الشرائية.
الشركات قد تحصل على بعض نفَس الراحة، خصوصًا الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تأثرت مؤخرًا بارتفاع تكاليف الأجور والمساهمات الضريبية. لكن معظمها لا يزال في وضع «الانتظار والمراقبة»، مترددًا في التوظيف أو الاستثمار بينما تظل إشارات الاقتصاد متباينة.
في الوقت نفسه، في اليابان…
يتداول زوج USD/JPY تحت علامة 146.00 بقليل، محاصرًا في صراع داخلي. من جهة، تجاوز الإنفاق الأسري الياباني التوقعات، مما ينبغي أن يدعم زيادات مستقبلية في أسعار الفائدة من بنك اليابان (BoJ). ومن جهة أخرى، تراجعت الأجور الحقيقية لمدة ثلاثة أشهر متتالية—وهذا بالكاد إشارة خضراء للتشديد.
كشفت محاضر بنك اليابان لشهر مارس عن مخاوف عميقة بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية وكيف قد تؤثر على اقتصاد اليابان المعتمد على الصادرات. هذا، إلى جانب احتفاظ البنك الاحتياطي الفيدرالي بالأسعار مستقرة وارتفاع الدولار بدعم من انخفاض طلبات البطالة (إلى 228 ألفًا)، يخلق تباينًا قويًا: حيث يدعَم الدولار الأمريكي بنك مركزي مستقر وبيانات قوية، بينما يظل الين عالقًا في الحذر.
تُظهر المستويات التقنية أن زوج USD/JPY مدعوم عند 144.78 ومحدود حول 146.18. المتداولون الذين يراقبون هذا الزوج يشاهدون أساسًا مباراة شطرنج بين بنوك مركزية.
ما هو الصورة الأكبر؟
يتوقع بنك إنجلترا ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة إلى 3.5% مؤقتًا، بفضل ارتفاع أسعار الطاقة وفواتير الأسر، قبل أن يخف لاحقًا في العام مع تراجع أسعار النفط والغاز العالمية. ومن المتوقع أن يأتي النمو في الربع الأول من 2025 عند 0.6%، بدعم من تخزين الشركات الأمريكية قبيل انتهاء مهلة الرسوم الجمركية.
لكن لا تخطئ: هذا التخفيض لسعر الفائدة ليس إشارة ثقة. إنه تحرك حذر ومحسوب في بيئة غير مؤكدة. ثقة الأعمال هشة. معنويات المستهلكين متقلبة. والاحتكاك في التجارة الدولية قد يقلب الأمور بسهولة نحو الاتجاه الخاطئ.
كان الحاكم بيلي صريحًا: لا تزال المملكة المتحدة أمامها طريق طويل قبل العودة لمستويات النمو قبل الأزمة. رحبت المستشارة المالية راشيل ريفز بخفض سعر الفائدة ولكنها ذكرت الجميع بأن الأسر ما زالت تشعر بضغوط تكلفة المعيشة العالية.
فهل هذه بداية دورة خفض جديدة؟
من الممكن. لكن لا تتوقع تخفيضات متتالية متتابعة لأسعار الفائدة. من الواضح أن بنك إنجلترا يلعب على المدى الطويل - موازنًا بين النمو الهش، والتضخم المستعصي، وعدم الاستقرار العالمي. إذا تبرد التضخم أسرع من المتوقع وتفاقمت المخاطر العالمية، فمن المحتمل حدوث تخفيضات إضافية. أما إذا عادت ضغوط الأسعار أو بدأ الاحتياطي الفيدرالي يتخذ موقفًا أكثر تشددًا، قد يحافظ بنك إنجلترا على الوضع الراهن.
هذا ليس تحولًا عنيفًا - إنه خطوة ناعمة أكثر. لكنها قد تكون أول خطوة في تسلسل بطيء وثابت.
توقعات GBP/USD
في وقت كتابة هذا التقرير، يشهد الزوج ضغط بيع قوي مع فقدان الجنيه لأرضه أمام الدولار. يشير تقاطع هبوطي حديث إلى احتمال المزيد من الانخفاض. ومع ذلك، يشير تقليص حجم أعمدة البيع إلى انحسار ضغط البيع. ويضيف نمط الرأس والكتفين المشار إليه إلى السرد الهبوطي.
إذا استمرت الأسعار في الانحدار، فقد تجد دعمًا عند مستويات الأسعار 1.32066 دولار، و1.29193 دولار، و1.28727 دولار. وإذا حدث ارتداد في السعر، فقد تواجه الأسعار مقاومة عند مستويات 1.33464 دولار و1.34023 دولار.

هل تتطلع لتداول GBPUSD بعد إعلان بنك إنجلترا؟ يمكنك التكهن باتجاه السعر باستخدام Deriv MT5 أو Deriv X account.
تنويه:
هذا المحتوى غير موجه للمقيمين في الاتحاد الأوروبي. المعلومات الواردة في هذا المقال المدونة لأغراض تعليمية فقط وليست نصيحة مالية أو استثمارية. قد تصبح المعلومات قديمة. نوصي بإجراء بحثك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات تداول. الأرقام الخاصة بالأداء المذكورة لا تضمن الأداء المستقبلي.